Wednesday 7 November 2007

رسالة إلى السيد الرئيس



السيد/ جوزيف بلاتر - رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تحية طيبه وبعد،، 0

أكتب إليكم بخصوص قضية الإتحاد الكويتي لكرة القدم و الأحداث التي صاحبة هذه القضية بصفتكم المسئول الأول عن الإلتزام و تطبيق مبادئ و قيم ال"فيفا".0

السيد الرئيس، أعلم مدى حرصكم على إلتزام الأعضاء بمبادئ و قوانين ال"
فيفا" و تطبيق التعليمات الصادره عنه، و التي تتماشى و ما جاء في الميثاق الأولمبي. لذلك أود تنبيهكم السيد الرئيس للعبث الحاصل بتلك المبادئ و القيم الرياضية و محاولة الإلتفاف على القوانين الرياضية الدولية مما يفرغها من جميع القيم و المبادئ التي وجدت من أجلها.0

كلنا يعلم سيادة الرئيس بأن المبدأ الرابع من المبادئ الأولمبية الأساسية و الذي جاء في الميثاق الأولمبي ينص على "ممارسة الرياضة حق إنساني. جميع الأفراد يجب أن تكون لديهم الإمكانية من ممارسة الرياضة، و التي تتطلب تفهم لروح الصداقة، التضامن و اللعب النظيف. المنظمة الرياضية يجب أن تحكم من قبل منظمة رياضية مستقلة".0

هذا بالإضافة إلى ما جاء في
النظام الأساسي لل"فيفا" في المادة 17.1 منه و التي تنص على "هيئات العضو [الإتحاد] يجب أن تكون إما منتخبه أو معينه في هذا الإتحاد. النظام الأساسي للعضو [الإتحاد] يجب أن يتكفل بإجراءات تضمن الإستقلاليه التامه للإنتخابات أو التعيين".0

ولكن يا سيادة الرئيس ما حدث و لا يزال يحدث هنا في الكويت يضرب بكل هذه المبادئ و القيم و المواد عرض الحائط. فالبرلمان الكويتي قد تدخل لفرض قوانين تتدخل في طريقة و اسلوب إختيار أعضاء الإتحاد و ما المطالبه الحاليه بال14 عضو لمجلس الإتحاد إلا نتيجه عن هذا القرار و هو ما يخالف رغبة غالبية الأنديه الرياضيه في الكويت و لكنها – غالبية الأنديه - لا تجرؤ على التعبير عن رغبتها علانيه لسببين، السبب الأول هو الإرهاب الفكري الذي يمارسه أعضاء البرلمان و الأطراف الرياضيه المؤيده لما أقره البرلمان – مايعرف بأندية المعايير- بالإضافه إلى الصحف المؤيده لهم، وذلك عن طريق التشكيك بوطنية كل من يعبر عن رأيه بعدم تأييده لهذه القرارات. و السبب الثاني و الأهم هو فساد كثير من هذه الأنديه – ماتعرف بأندية التكتل- في طريقة إختيارها لأعضاء الإتحادات الوطنية بشكل عام و إتحاد كرة القدم بشكل خاص، لذلك أغلب هذه الأنديه لا يجروؤ على الدخول في مواجهه علنيه مع أي من هذه الأطراف حتى لا يتعرى أمام الرأي العام.0

السيد الرئيس، إن ما يحدث الآن من مشاورات و تحركات بين مختلف الأطراف هنا في الكويت في محاوله لرفع الأيقاف إنما هو إصرار و تمادي على خرق المبادئ و القيم الرياضيه الساميه مع سبق الإصرار و محاوله للإلتفاف على هذه المبادئ و القيم و بتعاون جميع الأطراف. فلايزال تدخل الجهات الغير رياضيه و غير مستقله قائم، فالهيئه العامه للشباب و الرياضه و وزارة الشئون الإجتماعية و العمل و أعضاء البرلمان يتدخلوا في تشكيل القوانين و تأخذ موافقاتهم على صيغ الكتب و المراسلات مع "فيفا" و التدبير للإلتفاف على المبادئ و القيم الرياضيه الساميه و بموافقة الرياضيين – مع الأسف - و المصيبه أن ما يحدث إنما يحدث على صفحات الجرائد و أمام الرأي العام و على مرئى ومسمع الشباب الرياضي. فبعد هذا الأسلوب في اللف و الدوران من قبل المسئولين الحكوميين و السياسيين و خضوع الرياضيين لهم في محاولة الإلتفاف و تفريغ القوانين الرياضيه الدولية من الهدف الذي وضعت من أجله فأي نوع من المثل يضرب لشباب هذا البلد و أي نوع من القيم الرياضيه يغرس في نفوسهم..!!؟ هم يضربون المثل للشباب الرياضي بكيفية الإلتفاف و التحايل على المبادئ الرياضيه و تفريغها من مضامينها الساميه.0

السيد الرئيس، نعلم بأنكم على علم بطبيعه الخلاف الدائر بين طرفي الصراع – تكتل و معايير – ومدى التباين بين الطرفين، و أنه قد يفهم من كتابي هذا بأنه محاوله مبطنه للنيل من الطرف المؤيد لمقترح ال14 عضو – ما يعرف بالمعايير – و المتمسك بالقوانين الصادره عن البرلمان الكويتي و إنتصار لما يعرف بأندية التكتل في رفضها الغير معلن لقرار البرلمان. ولكني أؤكد لك السيد الرئيس، بأني أتكلم من منطلق رياضي بحت و ما يهمني في المقام الأول هو المحافظه على الروح الأولمبيه التي يجب أن تكون هي من يقود الشباب الرياضي حول العالم و الشباب الرياضي الكويتي كذلك و أن تكون القرارات الرياضيه نابعه من هذه الروح الأولمبيه و التي تؤكد على قيم و مفاهيم ساميه كمفاهيم الصداقه و التضامن و اللعب النظيف و الرفض التام لإقحام السياسه و السياسيين في الشئون الرياضيه.0
قد يكون تدخل أعضاء البرلمان الكويتي و السياسيين هو تدخل بنيه صادقه لتصحيح الأوضاع الرياضيه المزريه التي وصلت إليها الرياضه الكويتية و أحد أهم أسبابها من وجهة نظري هو طريقة إدارة أندية الغالبية – التكتل – لهذه الإتحادات و الأنديه، و أنا أؤكد على الفساد الإداري في غالبية أنديتنا و إتحاداتنا الرياضيه الوطنيه و أندية التكتل أحد أهم المتسببين بذلك. ولكن تبقى المصيبه في مبدأ تدخل السياسه و السياسيين في الرياضة، فإذا ما باركنا اليوم تدخل السياسيين في الشئون الرياضه تحت راية الإصلاح إعتقادا منا بأنه في صالح الرياضه (اليوم)، نكون قد ضربنا بالمبادئ الأولمبية و الرياضيه عرض الحائط و قد سنينا عرفا جديدا بموافقتنا على التدخل السياسي في الشئون الرياضيه، ونحن لا نضمن في المستقبل أي نوع من الساسه سيكون موجود و أي أجنده سيحمل ساسة المستقبل و ستكون الطريق ممهده أمامهم لإستغلال الرياضه و الرياضيين لتكون الرياضه مجرد أداة في أيدي السياسيين.0

إذا يا سيادة الرئيس، المسألة اليوم هي مفترق طرق فإما الإنتصار للمبادئ و القيم الرياضيه بقطع جميع الطرق على السياسة و السياسيين للتدخل في الشئون الرياضيه، و أن يتحمل الرياضيين وحدهم مسئولياتهم في إصلاح الرياضه و القضاء على الفساد الرياضي متسلحين بالعزيمه و الصبر و الإصرار الذي يحمله الرياضي في المحافل الرياضيه و المحاوله تلو المحاوله حتى يتحقق الهدف و الإنجاز. و إما أن ندوس على هذه المبادئ و القيم و ندشن عهدا جديدا عهدا، يجلس فيه الرياضيين على مقاعد المتفرجين ليأتي السياسيين مرتدين الزي الرياضي و يستعرضوا مهاراتهم السياسية في ملاعبنا نحن الرياضيين.0

في النهاية سيادة الرئيس، أطالبك بالإنتصار للمبادئ و القيم الرياضيه التي نشأت عليها الأجيال الرياضيه على مد العصور و أن تهيأ الأرضية المناسبه ليتمكن الشباب الرياضي الكويتي من الإستمرار بحمل الشعلة الأولمبية بكل ما تحمله من معاني ساميه.0

إلى رياضه من دون سياسه


المخلص لكم

مبندر
رياضي كويتي
7-11-2007

4 comments:

فتى الجبل said...

محد خلا مجلس الأمة يتدخل بالرياضة الا ألاعيب طلال الفهد وفداويته

مبندر said...

نورت المدونه يا فتى الجبل

أنا أتفق معاك إن ممارسات أندية التكتل و الفساد الإداري إلي ينتج عن هذا الشي وصل حده و ماعاد ينسكت عنه، ولكن المبدأ مبدأ

ما يصير نتنازل عن المبدأ اليوم لأننا نشوف بأن المصلحه تقتضي ذلك

الرياضيين و بالقنوات الرياضيه القانونية أهم بروحهم إلي لازم يتحملون المسئوليه و يعدلون الأوضاع من غير تدخل أطراف غير رياضيه حتى لو كان مجلس الأمه

مشكلتنا في الكويت دائما نفكر شلون نحل المشكله في لحظتها بس، و بأي طريقه كانت، ما نحط قواعد و أسس تستمر للمستقبل

وتحياتي لك عزيزي

Anonymous said...

حتى الكرة ماسلمت من شرهم

حمد said...

حسبي الله عليهم